الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

قصة قصيرة : كوكب x8-i .. ج2



في شبابي لم أكن متديناً جداً , رغم أني كنت مؤمناً تماماً بمعتقدي و معتقد أجدادي .


الثقب الأول في جداري الديني كانت حينما قابلت صديقاً أصبح فيما بعد من أقرب أصدقائي , و اكتشفت فيما بعد أنه مكذب بـ بالمعتقد , و بـ انج و بيدو .!

و أنه لا يؤمن بهذه " القصص الطفولية " على حد تعبيره .!

لم يسبق لي أن واجهت أي شيء كهذا .!


يدعى " ماين " , و هو لم يكن أكبر مني أو شيخاً عجوزاً عصفت الحياة به و أهدته حكمتها .!

كان شاباً عادياً تماماً , بسني أو أكبر أو أصغر قليلاً , لا يبدو عليه أي علامات جنون أو غرابة , رغم أني كنت آمل أن أجد دلالة على وجودها .!


عندما أخبرني بحقيقة رفضه للمعتقد , كانت صدمة تكتسي الغرابة , لكنه كان أعز من أدير ظهري إليه ببساطة و أنهي علاقتنا .!

تظاهرت بعدم أهتمامي بالأمر , و كنا بين الحين و الآخر نتناقش حول المعتقد , لكن ذلك لا يطول كثيراً حيث كان النقاش ينتهي في العادة بطريقة غير ودية .!


في أحد نقاشاتنا .!

أذكر بأنه أخبرني كيف زار كواكب أخرى مع والده رائد الفضاء .

و أنه وجد الكثير من المعتقدات المختلفة و المتنوعة لدى سكان تلك الكواكب .!

و أنه لم يجد أي أثر أو ذكر لـ " انج " في أديانهم و كتبهم تلك .


أخبرني على وجه الخصوص أن الأشخاص في تلك الكواكب يحفرون كواكبهم و يزرعونها من دون أن يحدث لهم أي شيء .!

و أن هذا ليس محرماً لديهم .!


صعقت .!



كانت تلك أول صفعات غياب المطلق التي أتذكرها ... و حلول " المحلية " بدلاً من " الكونية " .!



هل يعقل أنه من الممكن العيش وفق أسلوب غير الذي نعيش به الآن ؟

قيم / محرمات / قوانين / أفكار .. مختلفة .!



لم يخطر هذا على بالي ابداً و لو كلمعة شرارة .!



ارتبط عندي الوجود دوماً بماهية واحدة و محددة فقط , لا يمكن أن يكون هناك وجود إلا بها و من خلالها .!

أقصد معتقدي و تفسيره للوجود و الحياة .!



زاد من تأثير ضربة ماين المدمرة تلك بأن أخبرني بأن الكثير يدركون و أدركوا هذه الحقيقة على مر تاريخ كوكبنا الذي يعتنق المعتقد الأوحد هذا .!

يقصد حقيقة أن معتقدنا ليس أكثر من قصة خيالية .!



أخبرني أن الناس ما بين مصدق بسيط للمعتقد و هم الأكثرية , و ما بين مستفيد يريد لهم البقاء في تصديقهم و جهلهم ذاك .!

لذلك كانت تلك الأصوات " الغير معتقدة " لا تظهر أو تلقى القبول : مقموعة بفعل غباء الأكثرية , و ذكاء الأقلية .


حقاً ؟

كنت أعتقد أنه لا يوجد أدنى شك في حقيقة كهذه ... حقيقة المعتقد .!

و أنها مسلمة لا جدال فيها من قبل الجميع .!

و لو وجدت بعض الحالات الشاذة كـ ماين .



أردت دليلاً على وجود حقاً من يرفض المعتقد ... أردت منه أن يذكر أسماء .!



رد بسرعة : انفنت .. على سبيل المثال .!


لم يكد ينهي جملته حتى صرخت : ذلك المجرم من صفحات التاريخ .!


رد بهدوء : أراد حفر الأرض فقط .!


صرخت من جديد : بالضبط .. شكراً على تذكيري بجريمته .!


رد علي بعد أن نال منه الغضب هو الآخر : نعم جريمة ... من منظوركم فقط .!



غضب ماين في تلك المرة كان أكثر من أي مرة أخرى خضنا فيها نقاشاً , ربما كان ذلك رداً على غضبي .!

وجه إلي بعض الإنتقاصات الحادة , ثم أخبرني بهدوء :

الحقيقة يا صديقي هي , و صمت قليلاً :

.... أنت من ضمن الأكثرية الغبية .!

ثم غادر .!



بقيت لوحدي , تفكرت في كلامه ...!

و تسألت : معقول أن يكون ما يقوله ماين يحمل أي وجه من الصحة ؟

هل من المعقول أن يكون انفنت الذي ارتبط ذكره في عقلي بالجريمة و الشر , إنساناً عادياً ؟

لن أقول بطل .. بل إنساناً لم يرتكب جريمة على الأقل .!

لكن كيف .. لقد خطط لحفر الأرض .. و إهانة عرش الأله .. و مخالفة تعاليم بيدو ؟



تباً لماين و لأفكاره المجنونة .!

أستطيع أن أؤذيه بأفكاره تلك لو أعلنتها للناس .. فهي محرمة بدون أدنى شك .!

لكنه صديقي ... لا أستطيع فعل ذلك به .!

كما أنه لطالما أثار أهتمامي .. هناك هالة غريبة حوله .!





لم ألتقي بماين بعدها لفترة لا بأس بها , لكن كلامه رفض مغادرة عقلي .!

أصررت على مقابلته من جديد , و حصل ذلك بعد مشقة في العثور عليه ...!


تبادلنا التحية و كأنه لم يدر بيننا أي نقاش حاد قبل فترة , ربما بالنسبة له هو كان هذا حقيقياً .!

لكن بالنسبة لي فقد كان تظاهراً , و حقيقة أني لم ألتقيه إلا من أجل حديثنا السابق كفيلة بأن توضح هذا الأمر .!


خضنا مواضيع عامة عدة و أنا أتحين الفرصة لإعادة فتح موضوعنا من جديد , كأن ذلك من قبيل الصدفة و أني لا أخطط لفتحه .!


قلت و أنا أنظر بعيداً و أتظاهر بعدم الإهتمام : هل ذهبت مؤخراً للإستجداء ؟

ضحك و كاد أن يغص بعصيره : و لماذا تسأل مثل هذا السؤال , تعرف أني لن أفعل .!

- لا أدري .. ربما غيرت أفكارك ؟

- و لماذا أفعل ؟

- لماذا ترد على السؤال بسؤال , كان مجرد سؤال عابر.!


حدق في وجهي لبرهة و هو يبتسم ثم قال : هل أنت بخير ؟


قلت و أنا أنقل نظري بإتجاهه : نعم .. بخير ...

مرت لحظة صمت طويلة ... لم أستطع أن أجد طريقة لأدخل فيها للموضوع بشكل غير مباشر كما أن صبري بدأ ينفذ و لم أعد أولي مسألة "صورتي " المزيد من الأهتمام ...!


قطعت الصمت : هل كنت جاداً حيال ما قلته حول المعتقد و انفنت في لقاءنا ذاك ؟

رد ببرود : نعم .


سألته : كيف تجرؤ على الإعتقاد بأن انفنت لم يرتكب جريمة بتصرفه ذاك ؟

- و لماذا تعتقد أنت أن أنفنت أرتكب جريمة ؟

- أنت تعلم لماذا .. لأنه أهان المعتقد و ما يأمر به المعتقد ؟

- إذن أنت تقر أن المعتقد هو من يقول بأن فعل انفنت كان جريمة ؟

- بالتأكيد .!

قال بإصرار : إذن , لغير المؤمنين بالمعتقد فإن تصرف انفنت لا يعتبر جريمة أليس كذلك ؟


كان سؤالاً مباغتاً لم أعرف كيف أرد عليه .!


أكمل قائلاً : المعتقد هو فقط من يقول بأن تصرف انفنت كان جريمة , لكن هناك أكثر من طريقة للنظر للكون و الحياة .!
المعتقد ليست العيون الوحيدة التي يجب من خلالها أن ننظر للوجود .!


لم يكن لدي أدنى فكرة قبل لقاء ماين السابق حول هذه الأحتمالية ... فكرة أن ننظر للحياة من جديد بعيداً عن المعتقد .!
فكرة إعادة تفسير كل شيء من جديد .!


أكمل قائلاً بعد أن لاحظ غرقي في التفكير بما يقوله : المعتقد ليس هو الحكم الأخلاقي الوحيد لتصرفات الأشخاص ...


قاطعته : نحن لا نملك تفسيراً غيره و لا موجهاً غيره , لا يمكن أن يوجد ما يبرر ما فعله انفنت .!


رد و يبدو أن مقاطعتي قد أزعجته : ما فعله انفنت كان محاولة لإصلاح هذه الأرض بدلاً من الإستسلام للخرافة .!


كان وقع كلمة " الخرافة " قاسي علي و مثير لغضبي أيضاً , لكني تمالكت نفسي حتى لا أخسر فرصة النقاش معه كما في المرة السابقة .!


سألت و الغرابة بادية على وجهي : يصلح الأرض ؟

هل جننت يا ماين ؟ ... نحن نعلم أن هذه الأرض لن تصلح , و سيشقها الرب انج في آخر الأمر و يحاسبنا .!

افهم يا ماين .. أرضنا بهذه الشكل لحكمة هو يعلمها .!


رد : نعم , هذه زاوية واحدة للنظر للموضوع , لكن ليس شرطاً أن تكون حقيقية .!

و من المفترض أن لا يُعتبر مخالفها مجرماً .!


التزمت الصمت .!


أكمل قائلاً : لو كان هناك طائفة من الأشخاص تؤمن أن حفر الأرض سيمكننا من الحصول على معدن ثمين أو كنز نفيس ..

هل سيظل مفهوم الحفر مرتبط بالجريمة لديك ؟

هل سيظل عمل لا أخلاقي أو مدفوع بنية سيئة ؟


أشك في ذلك .!

مشكلة المعتقد أنه لا يمكن أن يتقبل الأراء الجديدة , إذا ما أتضح أن الخير و الصلاح فيها و ليس في القديم .!



قلت له : و لكن لا يوجد أي مفهوم ألهي من أي نوع يأمرنا بحفر الأرض .!

كما أن تلك الطائفة هي من نسج خيالك , و خيالك لا يعتد به و ليس ملزم لنا .!


أعتبرت أني وجهت له رداً مفحماً بكلامي هذا .!



لكنه قال : لا يجب أن تكون الأفكار ألهية لتحترم ! ... من حقنا أن نفكر نحن أيضاً , و نبحث عن الأصلح لنا من دون توجيه من أحد .!


كما أنه لا يجب أن يقول أحد بالفكرة , حتى نأتي و نقول نحن بها .. يمكننا أن نصنع الأفكار .!

هذا ما حاول انفنت فعله ... اراد أن يفكر و يتصرف خارج نطاق " الإملاء " علينا بما يجب أن نفعله و ما يجب أن لا نفعل .!

أراد أن يجد طريقة تمكننا من زراعة الأرض - رغم صعوبة المهمة -  .... إن الإيمان بأفكار مختلفة ليست جريمة .!

إذن هو كان يسعى من أجل الخير - من وجهة نظره - ... هذه ليست جريمة إلا في عرف المعتقدين الضيق .. و أنت منهم .!


ذلك الفهم الذي لا يعطي المجال لأي فكرة مختلفة .. لأن كونها مختلفة هو جريمة بحد ذاتها .!

و ليس لأنها هي فكرة أجرامية بعينها .!


أكمل قائلاً و هو يراقب وقع كلامه علي : و الآن دعني أخبرك بالأمر الذي لا يريد لك " الخانعون " أن تعرفه .!


هل تعلم كم يوجد كوكب صخري مثل كوكبنا في هذه المجرة ...؟

المئات .!


هل تعلم أن الكثير منها مسكون و يزرع الآن بكل سهولة بفضل كتابات انفنت و تدويناته التي مهدت الأساس لهذا .!


وقع كلامه علي كما أراد , ارتسمت ملامح الذهول و الصدمة على وجهي , صرخت : مستحيل ... هذا كذب .!


رد بهدوء : ليس مستحيلاً يا صديقي ... هذا ما حدث و ما هو معروف على نطاق واسع في المجرة , لكن في كوكبنا الحديث عن هذا يعتبر جريمة .!



بدأت أتصبب عرقاً .!


فكرت في نفسي : و المعتقد .. و انج .....!

إن صدق ماين , فلابد أن أولئك القوم كفرة مارقون .. لكن لماذا لم يعاقبهم انج على فعلهم ...!


هل انج موجود في كوكبنا نحن فقط ؟


أحسست بالقليل من الصداع , كان كل شيء مربكاً ... يمكن دائماً توقع اللامتوقع من ماين .!


وجهت كلامي له بتوتر : أريد أن أعرف ... كل ما تعرفه .!

الأمر غير منطقي بالنسبة لي , يجب أن يكون هناك تفسيرات أكبر للغموض الذي تفوهت به الآن .!

ما تقوله كلام خطير .. و لم أسمع به مطلقاً .!

احتاج لإجابات .!



رد ماين : أستطيع أن أدلك على أحد " العقول " كما نسميهم .. ربما يقدم إجابة لتساؤلات لا أستطيع أنا أن أجيبك عليها ...!

يجب أن أنصرف الآن على كل حال .!



دفع إلي بورقة مكتوب عليها عنوان بخط باهت و متعرج .!


" لايتن " .





يتبع ...

قصة قصيرة : كوكب x8-i .. ج1






أسمي " تي . اس " , أعيش في كوكب x8-i .... أريد أن أعرفكم بنفسي منذ البداية , لكني لا أذكر الكثير من طفولتي على أية حال .!

أذكر منها مقتطفات ضبابية تتعلق بذهابي مع والدتي إلى حيث موقع " الإستجداء " بوجود الكثير من الناس .!

و هو المكان الذي نقوم فيه بالهمس للتراب و ما تحته من أجل أن يرضى عنا الرب " انج " .


قصة معتقدي طويلة .. طويلة جداً و عمرها آلاف السنين .!

تعود بدايتها للرسول " بيدو " ... بطلنا و منير الطريق لنا كما تم إخباري و أنا طفل .

الأله انج تجسد في ظهور غريب من تحت الأرض مفجراً الصخور أمام النبي بيدو , و أخبره بكل شيء يجب أن يُعرف عن هذه الحياة و هذا الوجود .!

ثم أمره أن يوصل الرسالة لنا كي نعيش وفقاً لأصولها .

مكمن الغرابة و الإعجاز في هذه القصة أن أرضية كوكبنا غير قابلة للحفر أو النبش , فهي صخرية تماماً و بالكامل .!

و كان من المستبعد أن يخرج أي شيء من تحت هذه الصخور .!

فحتى الزراعة نضطر حالياً لجلب تربتها من كواكب أخرى .!

أما سابقاً فكنا نكتفي بالصيد البحري , و المجاعات كانت شيئاً مألوفاً بالنسبة لنا .!


و معروف أن من المسلمات البديهية على كوكبنا هو أنه لا شيء يلج إلى القاع و لا شيء يخرج منه .!

و أن هذا حصل لمرة واحدة فقط , و قد كان ذلك مع النبي بيدو حينما تجلى له الأله العظيم انج .


بل أننا حتى لو امتلكنا الطرق و الوسائل اللازمة للحفر - رغم أننا لا نمتلكها - لما تجرأنا أن نقوم بذلك .!

فمن يجرؤ على أرتكاب هذا الذنب و الجرم بإزعاج الأله في عرينه ؟


كما فعل المهرطق " سييك " قبل 7 قرون ؟

حينما أدعى أنه وجد مكان قابل للحفر و قام بحفره لعدة أمتار للأسفل و لم يجد اله و لم يحدث شيء ؟

يقال أن هذا المهرطق عاد فرحاً إلى بلدته و أخبر الناس بقصته ثم مات بعدها في ظروف غامضة .!

لكن الكثير يؤمنون أن هذه القصة غير صحيحة , و الصحيح أنه مات بعد أن أضمر النية للحفر , حيث قبضه الأله انج إليه و هو غاضب .!

هذا ما أخبرتني به أمي على أي حال .


أو كما فعل العالم المجنون " انفنت " بعده بـ 3 قرون , حيث كان يعمل على إختراع سري لإيجاد طريقة يمكن من خلالها حفر الأرض و زراعتها .!

طبعاً لا حاجة للقول أن ذلك العالم تلقى أقصى عقوبة نظير مخططه الشرير ذاك .. حيث تم قتله بواسطة صخور الكوكب الذي أراد أن يحفره .!



يطول الحديث لو أردت أن أتوسع و لست جيداً في رواية التاريخ على العموم .!



إذن على ماذا ترتكز عقيدتنا ؟


نحن نذهب مرتين في اليوم إلى موقع الاستجداء و نضع وجوهنا قرب التراب و نطلب العفو و المغفرة من انج , و نشكره على تسيير حياتنا .

و احياناً يقوم بعض المتحمسين بتعفير وجوههم بالتراب أمعاناً في التذلل لـ انج , و تختلط الدموع مع التراب ليشكل ذلك على وجوههم ما يشبه الاقنعة .!

هؤلاء هم " الخانعون " حسب ما نسميهم ... و هم المعتقدين الذين بلغوا أعلى المراتب في التذلل لـ انج . 


من المحرمات في معتقدنا , أن نحاول القيام بالحفر و لو من أجل الزراعة ... لأننا نعتقد أن بيئة كوكبنا الصخرية تقدير حكيم من انج نفسه .

و لا يحق لنا أن نسأله عما يفعل .!


و أصدقكم القول , حتى لو حاولنا فإننا في الغالب لن ننجح بسبب طبيعة كوكبنا الصخرية .!


أستميحك العذر يا انج على كتابة السطر السابق , لكنه من أجل الشرح فقط و أنا لا أضمر أي نية لذلك .!



في سالف زماننا و قبل أن يتجلى انج لبيدو , أي حينما كنا نعيش في جهل مدقع , كان سكان الكوكب يتساءلون دائماً , لماذا كوكبنا بهذا الشكل الغير قابل للحياة ؟

كثيراً ماً كانت تمر بهم مجاعات شديدة نظراً لعدم المقدرة على زراعة الأرض .!


لكننا بتنا ندرك بعد رسالة بيدو أن لـ انج حكمة في ذلك , , , يكفي أن باطن كوكبنا هو عرشه الألهي .!

 و بذلك زال اللبس للأبد .!


و قد تفنن " خانعونا " الأجلاء في إيجاد مئات الحجج الفلسفية الداعمة لخيرية وجود كوكبنا بهذا الشكل .



إكمالاً لشرح معتقدنا :


انج يعرف كل ما نفعله و يسمع كل ما نقوله , حيث أنه يقيم تحت أسفل كل واحد منا .!

و لا يمكن أن نفعل أي شيء بدون علمه .!


هو يريد أن نعيش حسب التعاليم و الأخلاقيات التي أعطاها للنبي بيدو .. و هو يراقب مسير رغبته تلك في كل يوم من حياتنا .!


في معتقدنا , أن انج في نهاية الأمر و الزمان سيخترق الأرض بشكل علني و تتطاير الصخور في كل مكان في منظر مهيب لا يمكن وصفه .

ثم سيقوم بعد ذلك بمحاسبة كل شخص على مدى إلتزامه بالتعاليم من عدمه .


حيث ستتم معاقبة المخالفين بأقصى العقوبات , بينما سيمنح للمطيعين أراضي واسعة قابلة للزراعة و سيجعلها جنات غناء لهم .



بالمختصر .. المعتقد كان جزءً كبيراً و مهماً من طفولتي المبكرة .




هل أستمر الأمر كذلك ... ماذا عن شبابي ؟




يتبع ...

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

قلم و دولة 






غريبة هي تلك الأرض التي يمكن لقلم أن يهز أركانها .!

و غريبة هي تلك القيم التي يمكن لأحرف معدودة أن تزعزعها .!

و غريب هو " إنساننا " الذي يعيش كل ذلك , و لا يشعر بأن هنالك ما هو خاطيء .!


ما هي حقيقة تلك الثوابت التي ترتعد خوفاً و تنفجر غضباً , من أي رأي يقول بغير ما تقول به ؟


هل هناك " مستور " يُخشى من ظهوره .!



ما هو مبرر التعصب ؟



لكل الدوغمائيين , اختاروا :



إما الإعتراف بنسبية حقيقتكم / أو / اللامبالاة بأي نقد موجه لها .!


لأنكم استغرقتم وقتاً طويلاً و أنتم تجمعون النقيضين , و قد حان الوقت لتتوقفوا .. لأن هذا مثير للريبة حيالكم أنتم قبل أي أحد آخر .!



لو حصل أن أحد الأشخاص المقتنعين بهذه الحقيقة ( 1 + 1 = 2 ) ظل يتلقى الإعتراضات و الإنتقادات طوال حياته لإيمانه بهذه الحقيقة !

ما زاده ذلك إلا تجاهلاً و ترفعاً .!

لماذا ؟

لأنه يؤمن بأن حقيقته هذه غير نسبية .!

و لا يضرها رفض رافض أو إنتقاص منتقص .!

يمكنه طبعاً أن يناقش و يحاور .. لكنه لن يحاول أن يكمم أو يُسكت .!


اللحظة التي يرفع فيها صديقنا هذا سيفاً أو حتى قبضة في وجه أحدهم مندداً بمعارضة حقيقته , هنا تنتهي مرحلة اليقين و تبدأ مرحلة النسبية .!

صديقنا هنا يعلن " ضمنياً " و هو لا يشعر ... أن حقيقته المطلقة هذه قابلة للنقاش و هي نسبية الصحة .!

و أن الطرف الآخر من الممكن أن يبرهن على أنها زائفة أو مغلوطة .. لذلك هو يريد أن يسكته .!



لأنه لا يمكن أن تكون الشمس ساطعة على رأسك و على رأس شخص آخر , ثم تغضب منه إذا قال أنه لا توجد هناك أي شمس .!

قد تغضب على سبيل الحنق من غباءه ... لكنك لن تكمم فاه محاولاً منعه من إبداء رأيه .!

إذا فعلت ذلك , فصدقني .... أنا أول من سيشك بأنه فعلاً لا توجد هناك أي شمس .!

و لرأيتني أنقلب فجأة إلى سفسطائي شكاك مرتاب حيالك , رغم أني كنت قبل ثواني أقف إلى جانبك ضد هذا المجنون الذي يدعي عدم وجود الشمس .!




من يؤمن حقاً بحقائق مطلقة , لن يكمم أفواه " المجانين " الضالين عن هذه الحقيقة أو يرفع أمامهم سيفاً .!

بل سيشفق عليهم على الأكثر و يتركهم ليواصلوا جنونهم ما داموا قانعين به .!




إذاً دعونا نتسائل :


هل من المعقول أن تهتز دولة من أجل شبكة على الأنترنت ؟

هل من المعقول ان تستنفر وزارة من أجل مقال في تلك الشبكة ؟

هل من المعقول لمن يملك كل شيء أن يخشى من جرة قلم ؟





في مرحلة كهذه لن يسعى أي عاقل لطرح سؤال :


هل هناك مستور ؟



بل سيطرح مباشرة سؤال :


ما هو المستور ؟




و إن كان يملك من الشجاعة ما يكفي فهو لن يتوقف قبل أن يحصل على بعض الإجابات .!





هل لديك الجرأة ؟؟؟

أول تدوينة .!