قصة قصيرة : كوكب x8-i .. ج1
أسمي " تي . اس " , أعيش في كوكب x8-i .... أريد أن أعرفكم بنفسي منذ البداية , لكني لا أذكر الكثير من طفولتي على أية حال .!
أذكر منها مقتطفات ضبابية تتعلق بذهابي مع والدتي إلى حيث موقع " الإستجداء " بوجود الكثير من الناس .!
و هو المكان الذي نقوم فيه بالهمس للتراب و ما تحته من أجل أن يرضى عنا الرب " انج " .
قصة معتقدي طويلة .. طويلة جداً و عمرها آلاف السنين .!
تعود بدايتها للرسول " بيدو " ... بطلنا و منير الطريق لنا كما تم إخباري و أنا طفل .
الأله انج تجسد في ظهور غريب من تحت الأرض مفجراً الصخور أمام النبي بيدو , و أخبره بكل شيء يجب أن يُعرف عن هذه الحياة و هذا الوجود .!
ثم أمره أن يوصل الرسالة لنا كي نعيش وفقاً لأصولها .
مكمن الغرابة و الإعجاز في هذه القصة أن أرضية كوكبنا غير قابلة للحفر أو النبش , فهي صخرية تماماً و بالكامل .!
و كان من المستبعد أن يخرج أي شيء من تحت هذه الصخور .!
فحتى الزراعة نضطر حالياً لجلب تربتها من كواكب أخرى .!
أما سابقاً فكنا نكتفي بالصيد البحري , و المجاعات كانت شيئاً مألوفاً بالنسبة لنا .!
و معروف أن من المسلمات البديهية على كوكبنا هو أنه لا شيء يلج إلى القاع و لا شيء يخرج منه .!
و أن هذا حصل لمرة واحدة فقط , و قد كان ذلك مع النبي بيدو حينما تجلى له الأله العظيم انج .
بل أننا حتى لو امتلكنا الطرق و الوسائل اللازمة للحفر - رغم أننا لا نمتلكها - لما تجرأنا أن نقوم بذلك .!
فمن يجرؤ على أرتكاب هذا الذنب و الجرم بإزعاج الأله في عرينه ؟
كما فعل المهرطق " سييك " قبل 7 قرون ؟
حينما أدعى أنه وجد مكان قابل للحفر و قام بحفره لعدة أمتار للأسفل و لم يجد اله و لم يحدث شيء ؟
يقال أن هذا المهرطق عاد فرحاً إلى بلدته و أخبر الناس بقصته ثم مات بعدها في ظروف غامضة .!
لكن الكثير يؤمنون أن هذه القصة غير صحيحة , و الصحيح أنه مات بعد أن أضمر النية للحفر , حيث قبضه الأله انج إليه و هو غاضب .!
هذا ما أخبرتني به أمي على أي حال .
أو كما فعل العالم المجنون " انفنت " بعده بـ 3 قرون , حيث كان يعمل على إختراع سري لإيجاد طريقة يمكن من خلالها حفر الأرض و زراعتها .!
طبعاً لا حاجة للقول أن ذلك العالم تلقى أقصى عقوبة نظير مخططه الشرير ذاك .. حيث تم قتله بواسطة صخور الكوكب الذي أراد أن يحفره .!
يطول الحديث لو أردت أن أتوسع و لست جيداً في رواية التاريخ على العموم .!
إذن على ماذا ترتكز عقيدتنا ؟
نحن نذهب مرتين في اليوم إلى موقع الاستجداء و نضع وجوهنا قرب التراب و نطلب العفو و المغفرة من انج , و نشكره على تسيير حياتنا .
و احياناً يقوم بعض المتحمسين بتعفير وجوههم بالتراب أمعاناً في التذلل لـ انج , و تختلط الدموع مع التراب ليشكل ذلك على وجوههم ما يشبه الاقنعة .!
هؤلاء هم " الخانعون " حسب ما نسميهم ... و هم المعتقدين الذين بلغوا أعلى المراتب في التذلل لـ انج .
من المحرمات في معتقدنا , أن نحاول القيام بالحفر و لو من أجل الزراعة ... لأننا نعتقد أن بيئة كوكبنا الصخرية تقدير حكيم من انج نفسه .
و لا يحق لنا أن نسأله عما يفعل .!
و أصدقكم القول , حتى لو حاولنا فإننا في الغالب لن ننجح بسبب طبيعة كوكبنا الصخرية .!
أستميحك العذر يا انج على كتابة السطر السابق , لكنه من أجل الشرح فقط و أنا لا أضمر أي نية لذلك .!
في سالف زماننا و قبل أن يتجلى انج لبيدو , أي حينما كنا نعيش في جهل مدقع , كان سكان الكوكب يتساءلون دائماً , لماذا كوكبنا بهذا الشكل الغير قابل للحياة ؟
كثيراً ماً كانت تمر بهم مجاعات شديدة نظراً لعدم المقدرة على زراعة الأرض .!
لكننا بتنا ندرك بعد رسالة بيدو أن لـ انج حكمة في ذلك , , , يكفي أن باطن كوكبنا هو عرشه الألهي .!
و بذلك زال اللبس للأبد .!
و قد تفنن " خانعونا " الأجلاء في إيجاد مئات الحجج الفلسفية الداعمة لخيرية وجود كوكبنا بهذا الشكل .
إكمالاً لشرح معتقدنا :
انج يعرف كل ما نفعله و يسمع كل ما نقوله , حيث أنه يقيم تحت أسفل كل واحد منا .!
و لا يمكن أن نفعل أي شيء بدون علمه .!
هو يريد أن نعيش حسب التعاليم و الأخلاقيات التي أعطاها للنبي بيدو .. و هو يراقب مسير رغبته تلك في كل يوم من حياتنا .!
في معتقدنا , أن انج في نهاية الأمر و الزمان سيخترق الأرض بشكل علني و تتطاير الصخور في كل مكان في منظر مهيب لا يمكن وصفه .
ثم سيقوم بعد ذلك بمحاسبة كل شخص على مدى إلتزامه بالتعاليم من عدمه .
حيث ستتم معاقبة المخالفين بأقصى العقوبات , بينما سيمنح للمطيعين أراضي واسعة قابلة للزراعة و سيجعلها جنات غناء لهم .
بالمختصر .. المعتقد كان جزءً كبيراً و مهماً من طفولتي المبكرة .
هل أستمر الأمر كذلك ... ماذا عن شبابي ؟
يتبع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق