قلم و دولة
غريبة هي تلك الأرض التي يمكن لقلم أن يهز أركانها .!
و غريبة هي تلك القيم التي يمكن لأحرف معدودة أن تزعزعها .!
و غريب هو " إنساننا " الذي يعيش كل ذلك , و لا يشعر بأن هنالك ما هو خاطيء .!
ما هي حقيقة تلك الثوابت التي ترتعد خوفاً و تنفجر غضباً , من أي رأي يقول بغير ما تقول به ؟
هل هناك " مستور " يُخشى من ظهوره .!
ما هو مبرر التعصب ؟
لكل الدوغمائيين , اختاروا :
إما الإعتراف بنسبية حقيقتكم / أو / اللامبالاة بأي نقد موجه لها .!
لأنكم استغرقتم وقتاً طويلاً و أنتم تجمعون النقيضين , و قد حان الوقت لتتوقفوا .. لأن هذا مثير للريبة حيالكم أنتم قبل أي أحد آخر .!
لو حصل أن أحد الأشخاص المقتنعين بهذه الحقيقة ( 1 + 1 = 2 ) ظل يتلقى الإعتراضات و الإنتقادات طوال حياته لإيمانه بهذه الحقيقة !
ما زاده ذلك إلا تجاهلاً و ترفعاً .!
لماذا ؟
لأنه يؤمن بأن حقيقته هذه غير نسبية .!
و لا يضرها رفض رافض أو إنتقاص منتقص .!
يمكنه طبعاً أن يناقش و يحاور .. لكنه لن يحاول أن يكمم أو يُسكت .!
اللحظة التي يرفع فيها صديقنا هذا سيفاً أو حتى قبضة في وجه أحدهم مندداً بمعارضة حقيقته , هنا تنتهي مرحلة اليقين و تبدأ مرحلة النسبية .!
صديقنا هنا يعلن " ضمنياً " و هو لا يشعر ... أن حقيقته المطلقة هذه قابلة للنقاش و هي نسبية الصحة .!
و أن الطرف الآخر من الممكن أن يبرهن على أنها زائفة أو مغلوطة .. لذلك هو يريد أن يسكته .!
لأنه لا يمكن أن تكون الشمس ساطعة على رأسك و على رأس شخص آخر , ثم تغضب منه إذا قال أنه لا توجد هناك أي شمس .!
قد تغضب على سبيل الحنق من غباءه ... لكنك لن تكمم فاه محاولاً منعه من إبداء رأيه .!
إذا فعلت ذلك , فصدقني .... أنا أول من سيشك بأنه فعلاً لا توجد هناك أي شمس .!
و لرأيتني أنقلب فجأة إلى سفسطائي شكاك مرتاب حيالك , رغم أني كنت قبل ثواني أقف إلى جانبك ضد هذا المجنون الذي يدعي عدم وجود الشمس .!
من يؤمن حقاً بحقائق مطلقة , لن يكمم أفواه " المجانين " الضالين عن هذه الحقيقة أو يرفع أمامهم سيفاً .!
بل سيشفق عليهم على الأكثر و يتركهم ليواصلوا جنونهم ما داموا قانعين به .!
إذاً دعونا نتسائل :
هل من المعقول أن تهتز دولة من أجل شبكة على الأنترنت ؟
هل من المعقول ان تستنفر وزارة من أجل مقال في تلك الشبكة ؟
هل من المعقول لمن يملك كل شيء أن يخشى من جرة قلم ؟
في مرحلة كهذه لن يسعى أي عاقل لطرح سؤال :
هل هناك مستور ؟
بل سيطرح مباشرة سؤال :
ما هو المستور ؟
و إن كان يملك من الشجاعة ما يكفي فهو لن يتوقف قبل أن يحصل على بعض الإجابات .!
هل لديك الجرأة ؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق